درجوا انفردت ثمود في تلك النواحي بالعدد والشوكة، و (السهل) ضد الحزن من الأرض و (القصر) كالحصن النحت أخذ وجه الحجر والخشبة ونحوهما، وهذا تنبيه على تسوية سقوفها وجدرانها إن شاء الله أو لأنها كانت على وجه الأرض كالبيوت المبنيّة ولم تكن الأرض كالأخاديد.

(عقروا) قتلوا البعير {وَعَتَوْا} تردوا وطغوا.

{الرَّجْفَةُ} الحركة الشديدة وهي الزلزلة في أرضهم والرعدة في أبدانهم عند الصيحة، و (الجثوم) للناس والطير كالبروك للبعير والربوض للغنم.

{لَا تُحِبُّونَ} خطاب لجنس الكفرة ماضيهم وتاليهم أخبر عن عاداتهم.

{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أ} وأرسلنا لوطًا لأن هذه الأقاصيص كلها منسوقة (?) على قوله {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا} وقوم لوط -عليه السلام- هم سدوم وأدوما وعمورا وصعودا وصابورا يرجعون في النسب إلى بعض أولاد حام أو من وقع في تلك الديار من العمالقة إن شاء الله، وهم أجهل خلق الله وأخبث الناس كانوا كالأنعام بل هم أضل ولهم أحكام وسير عجيبة لا تطرد على قضية وحي إلهي ولا عقل منطقي ولا دعاء صالح ولا شهوة (?) طبيعية، منها ما زعموا أن غريبًا دخل مدينتهم فرماه أحدهم ببندقة فشجه ثم تعلق يطالبه بدرهم، قال الغريب: رميتني فشججتني ثم تطالبني بدرهم؟ قال: نعم، هذا حكم الملك، وشهد له رجال منهم فقال الغريب: حتى أرى الملك فجره إليه فاحتال الغريب ليحصل ثلاث بنادق قبل أن أدخل على الملك، فلما أدخل عليه رماه بهن وشجه فلم يجد بدًا من أن يعطيه ثلاثة دراهم إمضاء لحكمه، فأخذ الغريب الدراهم الثلاث (?) ودفع منها واحدًا إلى خصمه، وأضمر الملك له حقدًا وحاول عليه سبيلًا ليقتله فاستضافه (?) على أجناس اللحمان، فلما جلس الغريب على المائدة وبدأ بالسمك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015