ابنِ مسعود: كاد - صلى الله عليه وسلم - (?) أن يدعو (?) على المنهزمين يوم أحد، فأنزل الله: {وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} بعدها (?).
وعن ابن عباس وأنس والحسَن وقتادة والربيع: أنه -عليه السلام- أراد أن يدعو (2) على الكفار أجمعين يوم أحد لما شجوا رأسه وكسروا رباعيته فأنزل (?)، وقيل: أنها نزلت في النهي عن المثل والعقوبات، كانت هند أعطت قلادتها يوم أحد لوحشي قاتل حمزة واتخذت قلادة من الآذان والأنوف وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها فحرمها الله عليها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها.
وعن سعيد بن المسيب أن عبد الله بن جحش قال قبل أحد: اللَّهم إن لاقينا هؤلاء غدًا فإني أسألك أن يقتلوني ويبقروا بطني ويجدعوا أنفي وأذني ويمثلوا بي فيقول لي (?) يوم القيامة: فيم فعل بك هذا؛ فأقول: فيك فيك، فلما كان يوم أحد قبض الله الكفار ففعلوا به ما تمناه فمر به من سمع مقالته، فقال: أما هذا فقد أعطاه الله في نفسه ما سأله في الدنيا، وهو يعطيه ما سأله في الآخرة، ولما بلغ الأمر هذا المبلغ همّ -عليه السلام- (?) أن يعمهم بالدعاء، وأن ينال منهم ضعف ما نالوا، فأنزل: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا} [النحل: 126] الآية.
{مِنَ الْأَمْرِ} الشأن والألف والسلام للمعهود وهو في معنى قوله: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عِمرَان: 126] وقوله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} [الأنفال: 17]،