علىِّ متعالٍ عن الحسِّ وقريبٌ (?) متعالٍ عن أن تحجزه مسافة، ولكن ليعلموا أنهم متعبدون برفع الصوت إشارة إلى علوِّه أم متعبدون بخفضِهِ إشارة إلى دنوِّه، وهما صفتان له بلا كيف، فتعبُّدهم بخفض الصوت تيسيرًا لهم لئلا يجهدوا أنفسهم وتفضُّلًا عليهم وإكرامًا إياهم بذكر مزيَّة منهم كما قال: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} واتصالها بما قبلها من حيث التكبير والشكر، وقيل: نزلت فيمن واقع أهله ليلة الصيام قبل الرخصة أو أكل بعد النوم قبل الرخصة ثم أراد الاستغفار، وتقديره: أخبرهم عن قربي فإني قريبٌ {أُجِيبُ} أنفذ الدعوة وأجيز، وذلك يكون بالقول والفعل جميعًا ونقيضه الإعراض، فأما الردّ فإنه نوع إجابة حقيقية أو مجازًا، والإجابة بمعنى الاستجابة كالإبشار والاستبشار، والجواب مشتقٌّ من الإجابة أو اسم موضوع اشتق من الإجابة، واجابة الله إيانا هي قبول دعوتنا، واجابتنا إياه قبول أمره و (الرشد) كالاهتداء نقيضه الغيّ.
{أُحِلَّ لَكُمْ} قال (?) معاذ بن جبل (?): قدم النبي -عليه السلام- (?) المدينة فصام من كلِّ شهر ثلاثة أيام وصام يوم عاشوراء حتى نزلت قوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} فكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكينًا أنزل: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي} إلى قوله: {وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} ففرضه الله تعالى وأثبت صيامه على الصحيح المقيم، ورخَّص فيه للمريض والمسافر، وثبت إطعام الشيخ والذي لا يستطيع صيامَه فكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء واذا ناموا امتنعوا عن ذلك، فجاء رجل يقال له صرمة قد