{وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} يقول يوم القيامة: تبعني هذا وعصاني هذا {وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} (?) وقيل: حُجَّة على أمته، واعلم أنَّ النبي -عليه السلام- كان حُجَّة على أهل عصره لمعاينتهم معجزاته، وعلى العالمين عامة لعلمهم به من طريق الوحي المعجز والأخبار المتواترة على وجه لا يمكِّنهم التشكيك في كونه وكون بعض معجزاته. واختلف في قوله: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا} قيل: هي المنسوخة بدليل قوله: {كَانُوا عَلَيْهَا} وقيل: هي الناسخة (?)، وقوله: {كُنْتَ} أي: صرت أو أنت عليها، قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} (?) وقوله: {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً}.

وروي ما يدلُّ أنَّ الكعبة كانت قبلة مِنْ قَبْل، روي أنَّه -عليه السلام- كان في الابتداء يخرج إلى الكعبة أول النهار فيصلّي صلاة الضحى (?) وتلك الصلاة لا (?) تنكرها قريش، وقوله {لِنَعْلَمَ} أي: لنعلم المتبع ممتازًا من المتقلب في الظاهر (?)، والأشياء إنَّما تكون معلومة عند الكينونة لا قبلها، إذْ يستحيل (?) كون ما لم تكن، وإنْ كان اتصاف الله تعالى بالعلم لا لابتداء (?) له، وقيل: {لِنَعْلَمَ} أي ليعلم أولياؤنا (?)، كقوله: {فَلَمَّا آسَفُونَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015