والقبلة اسم لما يستقبل وهي مختصة في الشرع بما يجب استقباله في الصلاة {كَانُوا عَلَيْهَا} أي استقبالها وهي بيت المقدس، والمراد بقوله: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} جميع المساجد على وجه الأرض وكذلك تشبيه إحدى (?) حالتيهم بالأخرى، أي: كما وليناكم عن قبلتكم التي كنتم عليها.

{جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} عدلا وخيارًا، ويحتمل أنَّ ذلكَ إشارة إلى قوله (?): {يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} والفعل وَسَط بفتح السين وساطة وسطة، وقيل: وسُط بضم السين وساطة (?) {لِتَكُونُوا} أي: لكي تكونوا {شُهَدَاءَ} جمع (?) شهيد وشهادتهم يوم القيامة على الكفَار بتكذيب (?) الأنبياء - عليهم السلام - لمَا عاينوه أو ثبت عندهم بالوحي أو علموه بالأخبار المتواترة، وقيل: حجة على الناس عند إجماعهم. وإنما صاروا كذلك؛ لأنَّ كلَّ نبي كان يتلوه نبي فكان يجب انتظار (?) الأنبياء في الواقعات، فلما وقع الختم بنبينا ووقع اليأس ببعث رسول وجب عليهم الاجتهاد في الواقعات، وصار إجماعهم حُجَّة إذْ لا سبيل إلى الإهمال ولا إلى النص.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015