بعد دخولهما في عموم الملائكة تشريفًا لهما، كقوله: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} (?).

وإنما أجابَ بقوله: {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} ولم يقل فهو كافر، لأنَّ الكفرَ مُقدَّرٌ (?) في نفس العداوة، فصار كالمنطوق (?) به في الشرط، ومثالُهُ قولُكَ: إن غصبتَ حقي فإنَّ الله لا يحبُّ الظالمين، وإنْ أنجيتني فإنَّ الله يجزي المحسنين. {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ} الآية، كأنها (?) تعزيةٌ للنبي - عليه السلام - لما ساءَهُ من قول اليهود: {نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ} (?) {آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} هذا الكلامُ المعجز، وتبييت النبي - عليه السلام - (?) لهم كثيرًا مما يخفُون من الكتاب، واستجماعُهُ خصالَ (?) الأنبياء كلها في سَمْتِهِ وهَدْيِهِ وحركته وسُكونه مع ما خصَّه الله -عَزَّ وَجَلَّ- به من نعوتٍ نعته بها في الصُّحُف الأُولى.

{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا} نزلت في اليهود (?). واختلف في نقضهم (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015