جميعًا في رجلي، فعرفوا يومئذ جميعًا أنه قلب واحد ولو كان له قلبان لما نسي نعله في يده من شدة الخوف (?)، وهذا التأويل يروى عن مجاهد (?) وابن بريدة وغيرهما.

ويحتمل نفي اجتماع عقيدتين مختلفتين في قلب واحد على سبيل الإنكار على المنافقين الذين كانوا يقولون لرسول الله بوجه والكفار بوجه. {وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ} سنذكر أحكامها في سورة "المجادلة" {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} فسنذكر في قصة زيد. و (الأدعياء): جمع دعي وهذا الذي يدعيه على سبيل الاتخاذ والاتحاد وسبيل الافتراء والإلحاد.

عن سالم بن أبي الجعد لما نزل: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} لم يعرف لسالم أب، فقال: "سالم من الصالحين" (?)، وعن ابن عمر: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمَّد حتى نزل القرآن: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} (?).

{النَّبِيُّ أَوْلَى (?) بِالْمُؤْمِنِينَ} في تشريف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?) المجاوزة به من رتبته إلى رتبة الولاية، وكان أولى بنا لكونه في غاية الاتحاد بروح (?) الله، وكون الشهادة به شطر الإيمان، و (أزواجه أمهاتنا) لأن الأمومة غاية مراتب الحرمة والتعظيم في حق النساء {كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} اللوح المحفوظ مستورًا مكتوبًا في كتاب الوصية على سبيل اعتبار غالب أحوال الوصية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015