بالتنزيل لأن التنزيل معجز وهذا غير معجز، قال - رضي الله عنه -: فلا يبعد أن يكون اللفظ لفظ القرآن بعينه لكنه لما نسخت تلاوته نسخ (?) إعجازه.
ذكر الكلبي أن أبا سفيان بن حرب وعكرمة بن أبي جهل وأبا عرار السلمي قدموا على رسول الله (?) المدينة في الموادعة التي كانت بينهم فنزلوا على ابن أبي ابن سلول ومعتب بن قشير وجد بن قيس، فتكلموا فيما بينهم، فلما أجمعوا أمرهم أتوا رسول الله فعرضوا أشياء كرهها منهم، فهمَّ بهم رسول الله والمسلمون أن يقتلوهم فأنزل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ}.
{مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} (?) في إحالة مجاز القوم، وذلك لنقلهم أحكام الحقائق إلى المجاز كمن يسمي إنسانًا شهابًا ثم يعتقده أنه نار فيرفع إليه فتيله مستوقدًا، ويعتقد أن الشهاب الحقيقي إنسان ويأمره وينهاه، واتصالها من حيث {وَلَا تُطِعِ} فإن النفل كان من صنيعهم.
وسئل ابن عباس عن (?) هذه الآية قال: قام نبي الله -عليه السلام- (?) يومًا يصلِّي فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلُّون معه: ألا ترى له قلبين قلبًا معكم وقلبًا معهم، وأنزل بمعنى قوله (?)، وقال ابن جريج: هو رجل من بني فهر كان يقول: إن لي قلبين أعقل بأحدهما ما يعقل محمَّد بقلبه وكذب (?)، زاد الكلبي بيان اسم الرجل معمر بن أسد (?)، قال: وتلقاه أبو سفيان بن حرب يوم بدر وهو معلق إحدى نعليه والأخرى في رجليه فقال: يا أبا معمر ما فعل الناس؟ فقال: انهزموا، فقال: ما بال إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك؟ قال أبو معمر: ما شعرت إلا أنهما