قالت: يا نبي الله دع ما مضى فالآن قد دخلت في دينك وقلت بمقالتك وشهدت بشهادتك غير أني أرى خاتمك (?) منقوشًا بلا حفر ولا كتابة فما الذي على خاتمك؟.
قال سليمان -عليه السلام-: لا إله إلا الله محمَّد رسول الله.
قالت بلقيس: من محمَّد؟.
قال سليمان: محمَّد رسول الله يكون في آخر الزمان.
قالت بلقيس: فلم صار اسمه على خاتمك دون اسمك؟.
فقال: لأنه أكرم على الله مني، ولن ينفعك الإيمان ولن يقبل الله منك صرفًا ولا عدلًا حتى تؤمني بمحمد - صلى الله عليه وسلم - (?).
فآمنت بلقيس ومن معها بنبينا محمَّد -عليه السلام- (?) من قبل أن يولد بدهر طويل.
قال: وهمّ سليمان أن يتزوجها وكره ما رأى من تلك الشعر وعرفت ذلك منه فقالت: يا نبي الله إن الرمانة لا تدري ما طعمها حتى تكسر.
فقال سليمان: ما لا يحلو في العين لا يحلو في القلب.
فقال بعضهم من نصحاء سليمان من الجن: يا نبي الله هل كرهت منها إلا هذا الشعر؟ أنا أحتال لها حتى يكون كالفضة البيضاء، قال: دونك، فعمل لها (?) عند ذلك النورة، فتنورت فخرجت بيضاء نقية وكان ذلك أول ما اتخذت النورة، فأما الحمامات فقد كانت قبل ذلك بزمان (?) ودهر طويل في ملك جم بن نوجهان وكان قد سخر له الجن والشياطين ولم يسخر له الريح والطير.