{فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي} تحذروا عنها بترك مُوجبها وهو الريب والتكذيب على ما سبق {وَقُودُهَا النَّاسُ} ولم يقل: الكفار لئلا يأمن العصاة من أهل الإيمان {وَالْحِجَارَةُ} حجارة الكبريت عن ابن عباس وابن مسعود (?) وابن جريج وغيرهم (?). وقوله {أُعِدَّتْ}، أي: هُيَّئَتْ وخُلِقتْ، دليلٌ على أنّها موجودةٌ مخلوقة (?). وإنما خصّ الكافرين لأنهم هم المخاطبون بقوله: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ} لا أن النار تصيب المؤمن الفاسق كتخصيص المؤمنين بقوله: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ} (?) الآية.

فلما ذكر مآل الكافرين أعقبه مقرَّ المؤمنين جميعًا بين الإنذار والتبشير على قضيّة قوله تعالى: {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ} (?) الآية. فقال:

{وَبَشِّرِ} أي: فرّح قلوب الذين آمنوا. والبشَارةُ: اسمٌ للخبر الذي يقع به التبشير وقد يُسْتعملُ فيما يسوء. قال الله: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (?) وهو على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015