فمسه ونفخ فيه، فمن شؤمه انتفخ جسد أيوب -عليه السلام- وخرج منه الجدري، ثم تدودت قروحه بعد ذلك من داخل وخارج ولم يسلم منه إلا قلبه ولسانه ودماغه.
ولبث في ذلك النبلاء سبع سنين، وكل ذلك من جهة إبليس بإذن الله تعالى وتخليته، وأيوب -عليه السلام- في كل ذلك صابر شاكر بإذن الله تعالى ولطفه وحسْن توفيقه، وكان لم يبق معه أحد من أصحابه وحَوْلَهُ إلا امرأته كانت تطوف على أبواب الناس وتسأل فبعضهم ينهرها وبعضهم يتصدّق عليها فتجيء وتنفق عليه، فتراءى لها إبليس لعنه الله في صورة آدمي شاب صبيح مليح وقال لها: أيتها المرأة أنت امرأة من أولاد الأنبياء فما بالك تحت رجل من الأشقياء قد قلاه الله وابتلاه؟ قالت: بل هو نبي الله وصنعته، لست بمؤثرة عليه أحدًا أبدًا، ثم جاءت فذكرت ذلك لأيوب، فقال أيوب: إنما ذلك الشيطان فلا تكلميه ولا تجيبيه بشيء، ثم تراءى لها بعد ذلك وكلمها مثل كلامه (?) الأول وأجابته بمثل جوابها الأول، وأخبرت بذلك أيوب فقال: إنما ذلك الشيطان فلا تكلميه ولا تجيبيه بشيء (?). ثم تراءى لها بعد ذلك وكلمها وأجابته كذلك وأخبرت بذلك أيوب فقال: أما قلت لك مرة بعد مرة أنه الشيطان لا تكلميه ولا تجيبيه، وحلف بالله تعالى أن يضربها (?) مائة جلدة إنْ شفاه الله تعالى (?).
وعن ابن عباس قال: قال أيوب -عليه السلام- (?): كان الركض برجلي أشد علي من النبلاء الذي كنت فيه، فأتاه جبريل -عليه السلام- وقال: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا