فنزلها ثم غاب غيبته واستخلف بهراسف، وروي أن سليمان -عليه السلام- (?) حج البيت على سريره تحمله الريح.

{وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ} إلى قعر الماء لاستخراج اللؤلؤ والياقوت ونحوهما {وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ} من المحاريب والتماثيل والطواحين والحمامات، وقد عملوا السيوف المعجونة السليمانية وبنوا له تدمر بالشام، {وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ} أي حابسين في طاعته وسلطانه أو عاصمين من عاجل العقوبة والهلاك، ويحتمل أن الضمير عائد إلى داود وسليمان وأوليائهما.

وذكر أبو الحسن أحمد بن محمَّد البلخي (?): أن أيوب وابن أموص بن رزاح بن عيص ابن إسحاق (?) وامرأته رحمة بنت إفراييم بن يوسف (?) وكان بالبثنية وهي أرض من ديار الشام بين دمشق ورمكة، فلبث في قومه سبع سنين يدعوهم إلى الله فلم يجبه إلا ثلاثة نفر، وكان كثير المال والولد مباركًا عليه فيهما يملك ألف رأس ثور للحراثة، مع كل رأس ثور أتان تحمل آلات الحراثة، خلف كل أتان جحشان وثلاثة، والفدادون كلهم كانوا عبيدًا له، وكان ملك من الغنم ألف ألف وكانت الرعاة عبيدًا له، وكانت أولاده عشرة من الذكور وسبعة من الإناث، وكان أعبدَ خلق الله وأشكر خلق الله في زمانه فحسده إبليس، واعتقد أن سبب عبادته وشكره هي النعمة الظاهرة فلو انتزعت منه لكفر بالله -عَزَّ وَجَلَّ-، وأحب الله أن يبتلي عبده باستلاب النعمة الظاهرة ليحليه في حلية (?) البؤس والفقر كما حلاه في حلية الثروة والغنى ليظهر فساد اعتقاد عدوه، فسلطه الله على أمواله وأهله حتى أهلك الحرث والنسل شيئًا بعد شيء، ثم سلطه الله على جسده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015