فاغترّ بسلطانه وعلوه وأصر على طغيانه واغترَّ، وأمر كاتبه بأن يكتب إلى مرزبان اليمن، والمرزبان بلغتهم الوالي واسمه باذان مهربيداد؛ أن عبدًا لي بالحجاز اسمه محمَّد كتب إليّ يأمرني أن أترك ديني وأتبع دينه، فإذا أتاك كتابي هذا فابعث إليه رجلين جلدين ممن معك ليأتيانا به مربوطًا مشدودًا، فإن أبى فليأتنا في رأسه. وأمران يكتب إلى رسول الله أن اشخص إلينا لننظر في (?) أمرك.

فرجع حذافة إلى رسول الله (?) وأخبره بالقصة، وذكر أنه أمر بالكتاب وكان من أديم أن يمزق ويرقع به دلو البئر فقال -عليه السلام-: "إنما مزق ملكه".

ثم إن باذان لما بلغه كتاب صاحبه بعث إلى النبي -عليه السلام- (?) شخصين من قواده وكانا رجلين عاقلين اسم أحدهما بابويه واسم الآخر خورخسرة وأمرهما أن يحذراه سطوة ملك الملوك لئلا يشغل بالممانعة (?). فأتيا رسول الله وأَدَّيَا الرسالة فأمر -عليه السلام- بإنزال الرسولين وإكرامهما ثم دعاهما بالغد وقال: "إن ربى قتل ربكما الليلة" فسألاه (?) شرح القصة فقال: "قد سلط الله عليه ابنْه شيرويه فقتله" وذلك لسبع ساعات مضت من الليل، وقيل: وكانت تلك الليلة (?) ليلة الثلاثاء لعشر خلون من جمادى الأولى. قال: فدهشا وسقط في أيديهما ثم قال لهما رسول الله (?): "انصرفا إلى باذان فاعلماه هذا وقولا له: إن أسلمت قررنك على ولايتك" وخلع على بابويه بردةً فاخرة وأعطى خورخسرة مِنْطقة أهداها إليه المقوقس، فرجعا إليه وأخبرا باذان بالقصة، وقال بابويه: ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015