ما تضمنه الحديث {حَتْمًا مَقْضِيًّا} واجبًا لازمًا (?)، وإيجاب الله على نفسه مجاز (?)، وحقيقة وجوب وعده وتأكد قضائه وصدق قوله وانبرام (?) حكمه على وجه لا يليق بربوبيته غيره، قيل: الورود غير الدخول، كقوله: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ} [القصص: 23].
وعن أم مبشر امرأة زيد بن حارثة قالت: كان (?) النبي -عليه السلام - (?) في بيت حفصة وقال: "لن يدخل النار إن شاء الله أحدًا شهد بدرًا والحديبية" فقالت: ألا تسمع إلى قول الله (?): {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} الآية، فقال: "ألا تسمعين {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} الآية (?)، وقيل: الورود الدخول وهي في حق الناجين جامدة {وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} ناديًا وهو المجلس الذي يشهدُه العشيرة والجيران، ويشبه جدال هؤلاء المشركين بقول فرعون: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} [الزخرف: 51] وقول أحد الرجلين في جنته: {مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا} [الكهف: 35] سبحان الله ما أجمعهم على وتيرة واحدة حتى كأنهم تواصوا بها وتواطؤوا عليها مع بعد الديار واختلاف الأعصار (?).
{فَلْيَمْدُدْ} مجاز فواجب على الله أن يمد له في الدنيا، وحقيقته ليظن له المد من قضاء الله وقدره، وهذه قريبة من قوله: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ} [الزخرف: 33] الآية. وفي هذا المعنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تميلها الرياح (?) مرّة ها هنا