المشرق والمغرب يجرونها جرًا، حتى إذا كانت من الموقف مسيرة ماية زفرت زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا يخر جاثيًا لركبتيه ينادي على (?) حياله: نفسي نفسي، ثم تزفر أخرى فلا يبقى في عين أحد قطرة من الدموع إلا بدرت، ثم تزفر أخرى فتعلو بياض العيون سوادها وتشخص الأبصار فلا ينطق أحد ولا يطرف ولا يعقل، ثم يضرب الصراط على متن جهنم طوله مسيرة ثلاثة آلاف سنة ألف سنة صعود وألف سنة هبوط وألف سنة (?) سهولة بين حائطين من نار عرض كل حائط مسيرة ثلاث ليال على حافته الزبانية معهم الحسك والكلاليب.
فقام رجل من الأزد يقال له: جندب بن زهير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي إني لأرجع من عندك إلى منزلي فما تقر عيني في مال ولا ولد حتى أرجع فأنظر إليك، فأنَّى لي بك في غمار القيامة؟! قال: "يا جندب انظرني عند عقر حوضي فإن لم تلقني فانظرني في مقام الشفاعة فإن لم تلقني فانظرني على شفير جهنم، والخلائق يمرون وأنا أنادي يا رب سلِّم سلِّم وجبريل ينادي: يا رب سلم سلم وألف ألف وأربعة ماية ألف نبي من ولد يعقوب ينادون: اللهم بشرف محمَّد سلم، أي جندب ابن زهير فكم من مخدش مرسل وكم من مختطف هاوٍ ومكردس في النار، وخزان الجنة على أبواب الجنة معهم الحلي والحلل والتيجان من ألوان الجواهر ينتظرون أولياء الله" ثم ذكر باقي الحديث (?).
والجمع بين هذا الحديث وبين قوله: {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا} [الأنبياء: 102] يعني: لا يسمعون بعد دخول الجنة، فأما ما قبله فالأمر على