ومرّة هاهنا، ومثل المنافق كالأرزة المجدبة لا تحركها العواصف حتى يكون انجحافها مرة" (?) فالجمع بين هذه وبين قوله (?): {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا} [المائدة: 66] الآية، وقوله: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ} [نوح: 10، 11] الآية، وقوله - عليه السلام- (?) لقريش وأمثالهم: "أدعوكم إلى كلمة تملكون بها العرب ويدل لكم بها العجم"، هو أن الضلالة قد تكون سببًا لليسر مرة والعسر أخرى وكذلك الهدى ما دامت محنة (?) الالتباس قائمة وعزيمة الابتلاء باقية، فلا تناقض بين الأحاديث والآيات.

{وَيَزِيدُ اللَّهُ} قال الكلبي (2) وغيره: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا} بالمنسوخ {هُدًى} الناسخ.

{أَطَّلَعَ الْغَيْبَ} قال الفراء (?): الاطلاع البلوغ، يقال: اطلعت هذه الأرض، أي: بلغتها.

{كَلَّا} إن دخلت على كلام فهي ردّ له بمنزلة بلى، وإن جاءت صدر الكلام فهي بمنزلة لا، وهي ردّ لموهوم ربما ظهر بعده {وَنَمُدُّ لَهُ} نزيده {مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا} زيادة، وتلك الزيادة لغلوه في الضلالة.

{وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ} معنى قول الكلبي: إن الله تعالى يحقق قول الكافر: {لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} بأن يجعل شيئًا من أموال الجنة وولدانها باسمه على شريطة الإيمان ثم يريه في ذلك عند عدم الشريطة فيورثه غيره، ويتركهم يوم القيامة {فَرْدًا} وقيل: إن الله تعالى يرث الكافر في قوله الباطل بعينه بأن يكتبه ويخلده في كتابه فهذا القول الباطل تركته، والله -عَزَّ وَجَلَّ- ورثه إلى أن يحاسبه بها بعدما سها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015