ومصاحف قالوا: استأذن لنا على محمد رسول الله قال: فدخلت فأخبرته بمكانهم قال: "ما لي ولهم يسألونني عما لا أعلم وإنما أنا عبد لا أعلم شيئًا إلا ما علمني ربي ابغني وضوء" فتوضأ ثم دخل في مصلى بيته فصلى ركعتين فلم ينصرف حتى رأيت البشر في وجهه فقال: "اخرج إليهم فأذن لهم وانظر من كان بالباب من أصحابي فأدخله" فلما دخلوا قال: "إن شئتم أنبأتكم بالذي جئتم له وإن شئتم سألتموني فأخبرتكم" قالوا: بل أخبرنا لأي شيء جئنا وعن أي شيء نسألك قال: "جئتموني تسألونني عن ذي القرنين وكيف كان أول شأنه" فقال: "وسأخبركم ما تجدونه في كتابكم إن شاء الله: إنه غلام من الروم فأتى ساحلًا من سواحل مصر فبنى له مدينة يقال لها الإسكندرية فلما فرغ من بنائه بعث الله إليه ملكًا فرفعه إلى السماء فقال له: انظر ما ترى؟ قال: [أرى مدينتي قد اختلطت في المدائن، قال: ثم رفعه فقال: انظر ماذا ترى، قال] (?): أرى مدينتي وحدها ولا أرى غيرها، قال: هذه الذي ترى الدنيا والمدير بها البحر الأخضر، قيل له: فاذهب فحدِّث العالم وعلم الجاهل قد جعل الله لك سلطانًا، فانطلق حتى أتى مغرب الشمس وأتى مطلعها وأتى السدين وهما جبلان زلقان نزل عنهما كل شيء فبناهما، ثم أتى يأجوج ومأجوج ثم جاوزهما فأتى على قوم فصاروا يقاتلون يأجوج ومأجوج، ثم جاوزهم فوجد أمة من الغرانيق يقاتلون القوم الذين وجوههم على وجوه الكلاب، ثم جاوزهم فوجد أمة من الحيات الحية الواحدة تلتقم الصخرة العظيمة، ثم جاوزها حتى انتهى إلى البحر المستدير بالدنيا"، فقالوا: نشهد أنا نجده هكذا (?).
قال: كان قد وقع السؤال عن الروح والكهف وذي القرنين وقد وقع بمكة (?) ما قدمت والآيات فيها مكية وهذا سؤالهم بالمدينة ثانيًا، والإسكندر هو ذو القرنين الثاني، قال عمر بن الخطاب: هو ملك من