{وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} ابن عباس: كان صحف علم ليس بذهب ولا فضة وكان فيه مكتوبًا: عجبت لمن يوقن بالقدر كيف يحزن، وعجبت لمن يوقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن يعرف الدنيا وتقلُّبها بأهلها كيف يطمئن إليها (?)، وعنه قال: كان لوح من ذهب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله أحمد رسول الله، عجبت لمن يعلم أنه ميت كيف يفرح، وعجبت لمن يوقن بالقدر كيف يحزن، وعجبت لمن يرى الدنيا وتصرف أهلها حالًا بعد حال كيف يطمئن إليها (?). وعن المسيب عمن حدثه قال: لما فارق الخضر موسى -عليه السلام- أوصاه فقال: انتزع يا موسى عن (?) اللجاجة، ولا تمش في غير حاجة، ولا تضحك من غير عجب، ولا تعيِّر الخاطئين بخطاياهم وإنك على خطيئتك (?) يا ابن عمران.

ولفقراء الله تعالى إشارة لطيفة إلى علمهم المختص بهم في مراتب خطاب الخضر -عليه السلام- قالوا: كأنه خاطب موسى -عليه السلام- أول مرة من عند أنية نفسه التي هي الحجاب فقال: أردت {أَنْ أَعِيبَهَا} وذلك لكراهة إسناد الفعل إلى الله تعالى ولا ييأس المستمع بالمجانسة، وكأنه خاطبه ثانيًا من عند إنية روحه التي هي درجة الإسناد والإيهام والاتخاذ فقال: {فَأَرَدْنَا} وذلك لاستدراج المستمع إلى المقصود، وكأنه خاطبه ثالثًا من عند الآنية التي لا أنية لها وهي عين التوحيد وحقيقة التفريد، ثم كأنه رد إلى موقف الحجاب بقوله: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} وإنما رده إلى موقف الحجاب للإبقاء عليه حتى يبلغ الكتاب أجله.

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} عن عقبة بن عامر قال: كنت أخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخرجت من عنده فوجدت ناسًا من أهل الكتاب معهم كتب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015