وقبلية (?) ، وشؤون القيان والمرأة والرقيق والتحريم والتحليل في كثير من الأمور.. وخوف الزعامة القرشية وأغنياء مكة معا على ما كان لهم ولمكة من مركز ومنافع أدبية ومادية عظيمة، بسبب وجود بيت الله في مكة وسدانتهم له..

ثم هناك ما أثاره فيهم الإنذار بالبعث والقيامة، والوصف المسهب للحياة الآخروية، الوارد في القرآن من عجب واستغراب، لا سيما أن هذا لم يكن مما هو معروف بهذه الصراحة والإسهاب عند الأمم الكتابية التي كان لها أثر في أفكار العرب ومعارفهم. ولعل في تجريد الأغنياء والأقوياء من أسباب قوتهم ومكانتهم، وتحقيرهم الدائم، إثارة للسواد على الزعماء وتحريضا على عصيانهم فيما يأمرونهم به من عدم الاستجابة إلى الدعوة. وقد كانت طبيعة النبي البشرية، من أسباب المقاومة كذلك.. إذ كان العرب يتخيّلون أن النبي لا بد أن يكون ذا قوى خارقة يفترق بها عن طبائع البشر ويستطيع أن يفعل ما لا يفعله سائر الناس من خوارق المشاهد.. فلما رأوه مثلهم يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، وسمعوه يعلن بلسان القرآن أنه بشر مثلهم.. جحدوا نبوته وكذبوا صلته بالله، ونعتوه بالمجنون والشاعر أو الساحر أو الكاهن (?) ..

ونمضي في تعمّق أسباب المقاومة الوثنية للدعوة، فنجد (وات) يحدثنا عن مجموعة أخرى من الأسباب، مؤكدا في الوقت نفسه دور الأسباب التي سبق ذكرها.. «إن السبب الأساسي في المعارضة كان بدون شك، أن زعماء قريش وجدوا أن إيمان محمد بأنه نبي ستكون له نتائج سياسية، وكانت السنة العربية القديمة تقول: إن الرئاسة في القبيلة يجب أن تكون من نصيب أكثر الرجال حظا من الحكمة والحذر والعقل، فلو أن أهالي مكة أخذوا يؤمنون بإنذار محمد ووعيده وجعلوا يستفسرون عن الطريقة التي يجب أن تدار بها شؤونهم، فمن ذا الذي يحق له نصحهم غير محمد نفسه؟» ويمضي وات إلى القول بأن زعماء مكة كانوا من بعد النظر بحيث أقروا بالتناقض بين تعاليم القرآن الأخلاقية ورأس المال التجاري الذي كان عماد حياتهم.. كما كان العرب بطبيعتهم، أو حسب تربيتهم محافظين.. ويقول الزهري بأن سبب المعارضة، بالإضافة إلى مهاجمة الأصنام، القول بأن مصير أجدادهم النار، ويرتبط احترام الأجداد هذا ارتباطا وثيقا بتقديس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015