السفيه. وعمد أبو طالب إلى الشعب بابن أخيه وبني هاشم وبني المطلب، وكان أمرهم واحدا، وقال: نموت من عند آخرنا قبل أن يوصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وخرج أبو لهب إلى قريش فظاهرهم على بني المطلب، ودخل الشعب من كان من هؤلاء مؤمنا أو كافرا (?) .
كتبت قريش صحيفة بالمقاطعة، وتعاهدت على تنفيذ بنودها وعلقتها في جوف الكعبة توكيدا على أنفسهم، وقد جاء فيها «باسمك اللهم. على بني هاشم وبني المطلب على ألا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم، ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعوا منهم، ولا يعاملوهم حتى يدفعوا إليهم محمدا فيقتلوه (?) » . فلما سرى النبأ في مكة انضم بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبي طالب ودخلوا معه الشعب المسمى باسمه (?) .
استمرت المقاطعة سنتين وعدة أشهر، كان لا يصل المسلمين خلالها شيء إلا سرّا، يحمله إليهم مستخفيا من أراد مساعدتهم من قريش بدافع من عصبية أو نخوة أو عطف. ولاقى المسلمون ونبيهم صلى الله عليه وسلم خلال ذلك آلاما قاسية من الجوع والخوف والعزلة والحرب النفسية (?) . ولا بد من الإشارة هنا إلى أن حلف الفضول الذي عقدته بعض بطون قريش وتعاهدت فيه على منع الظلم في مكة، قد تعطّل، فلم يتناد أصحابه بنصرة المظلومين ممن كان يقع عليهم العذاب.
ويبدو أن الملأ من قريش كان يخشى أن يطالب بنو هاشم حلفاءهم من أصحاب الفضول بالوقوف إلى جانبهم، ومن أجل ذلك كان حرصهم على الإجماع وعلى التواثق على ذلك في صحيفة مكتوبة. وقد استجابت كل البطون القرشية- ما عدا بني هاشم وبني المطلب- لأنهم اعتبروا الدعوة الإسلامية ذات خطر على مكة يهدد الجميع بالخراب لذلك اجتمعوا وتضامنوا على إيقاف هذا التيار» .
شددت الزعامة الوثنية من حملتها ضد النبي صلى الله عليه وسلم وراحت تهمزه وتهزأ به