[4]

ولدوا هناك، فضلا عن بعض الأرامل اللواتي توفي أزواجهن أيام الإقامة في الحبشة (?) . وكان بعض المهاجرين قد غادر الحبشة في بداية عهد المسلمين بالهجرة إلى المدينة فمات بعضهم في مكة، واعتقل البعض الآخر، وتمكنت فئة ثالثة من اللحاق بالمدينة والاشتراك في معركة بدر وما تلاها من وقائع (?) .

[4]

عند ما أيقنت قريش أنها قد هزمت في محاولتها استرداد المهاجرين إلى الحبشة، وأن الإسلام أخذ ينتشر بين القبائل، فضلا عن إسلام عمر بن الخطاب الذي عزّز جانب المسلمين في صراعهم ضد الوثنية (?) ، حتى إن عبد الله بن مسعود كان يقول «ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطاب، فلما أسلم قاتل قريشا، حتى صلّى عند الكعبة وصلينا معه (?) » . والحق- كما يقول أرنولد- أن إسلام عمر بن الخطاب يعدّ نقطة تحول في تاريخ الإسلام، فقد استطاع المسلمون أن يسلكوا منذ ذلك الحين مسلكا أشد جرأة، وبدأ المؤمنون يجهرون بتأدية شعائر الإسلام جماعات حول الكعبة (?) . حينذاك عقدت قريش اجتماعا في مطلع السنة السابعة من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، قرر فيه زعماؤها أن يتعمدوا أسلوبا جديدا في مجابهة الحركة الإسلامية يقوم على مقاطعة بني هاشم وبني عبد المطلب الذين كان أبو طالب قد دعاهم إلى ما هو فيه من منع الرسول صلى الله عليه وسلم دون قريش، وكل من يساندهم وينتمي إليهم مسلمين ومشركين، وأن تكون هذه المقاطعة شاملة لكافة المعاملات والعلائق الاجتماعية والمالية.

ويذكر البلاذري أن قريشا توعدت بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم، «سرا أو علانية» بعد أن أصرّ على مهاجمة آلهتهم فقال أبو طالب «اللهم إن قومنا قد أبوا إلا البغي، فعجّل نصرنا وحل بينهم وبين قتل ابن أخي» . وقالت قريش: لا صلح بيننا وبين بني هاشم بني المطلب ولا رحم ولا حرمة إلا على قتل هذا الرجل الكذاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015