واحد حليف) ومن أمية سبعة (منهم أربعة حلفاء) ومن زهرة سبعة (منهم ثلاثة حلفاء) ومن عبد الدار سبعة ومن مخزوم ثمانية (منهم واحد حليف) ومن عامر سبعة (منهم واحد حليف) ومن الحارث بن فهر ثمانية ومن جمح اثنا عشر ومن سهم أربعة عشر (منهم واحد حليف) (?) .
وبمجرد إلقاء نظرة سريعة على هذه القائمة تتبدى لنا سعة الدائرة البشرية التي امتدت إليها الدعوة الإسلامية لكي تجذب إليها عناصر من شتى القبائل المكية، وتجاوزت بذلك دائرة العصبية الضيقة في طريقها الطبيعي صوب الاتساع والشمول لكي تضم العرب جميعا ... وهذا (التنوع) في أصول المهاجرين إلى الحبشة يقدم لنا دليلا آخر لما سنذكره فيما بعد بصدد رفض فكرة (الدافع المادي) للانتماء إلى الدعوة الجديدة أو مقاومتها. فلا يعقل أن يكون هذا الدافع هو الذي قاد هؤلاء الرجال، ذوي الأصول القبلية العديدة، والذين ينتمي أغلبهم إلى أسر مكية عريقة، إلى الإسلام، تماما كما لا يعقل أن يكون دافع (العصبية القبلية) وحده هو الرائد في هذا الميدان بما تطرحه علينا القائمة الآنفة من (تنوع) في الأصول.
ولا ننسى هنا (المرأة المسلمة) التي تحملت أعباء الاضطهاد والهجرة، جنبا إلى جنب مع الرجل في سبيل الهدف الذي آمنت به.. وستتكرر هذه المواقف مرة تلو مرة، في السلم والحرب، لكي يتبين لنا المدى الواسع الذي أفسحه الإسلام للمرأة، والمكانة العالية التي رفعها إليها، والمسؤوليات الجسيمة التي حمّلها إياها، بعد ما كانت تعانيه من ضيق واحتقار وإهمال في عهود الجاهلية.
ويذكر دروزة أنه باستثناء النفر من حلفاء قريش ونسائهم لا تذكر الروايات أسماء أرقاء ومساكين في جملة المهاجرين، وأن تعليل ذلك يعود إلى أن ضغط زعماء قريش كان أكثر شدة على أبناء أسرهم لأنهم تحسّبوا من عواقب إسلامهم بالنسبة لعامة الناس وسائر شباب الأسر، في حين أنه لم يكن ما يخشونه من مثل ذلك من المساكين والأرقاء والفقراء والغرباء، وأن هذه صورة مخالفة لما قد يكون في الأذهان (?) .
عند ما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آمنوا واطمأنوا بأرض