كان على خلاف مع محمد في سياسته وأنه لم يكن يوافق على التوجيه السياسي المتزايد للإسلام، ولا على أهمية الدور السياسي لمحمد بسبب نبوته، ولو أن خالدا اهتم بالنواحي السياسية للرسالة لدفن خلافه مع محمد وعاد إلى مكة قبل السنة السابعة للهجرة» (?) .

يستنتج وات من هذه الأخبار القليلة التي ساقها- كما يقول صالح العلي- حدوث خلاف في الرأي بين المسلمين، وخاصة مع أبي بكر الذي كانت له مكانة قوية عند الرسول صلى الله عليه وسلم، ويرى أن الرسول أوعز لمخالفي أبي بكر بالهجرة إلى الحبشة تفاديا للأخطار التي قد تنجم عن هذا الخلاف. غير أن الأدلة التي يسوقها وات ليست قوية، فإن بعض من هاجر إلى الحبشة كعثمان وطلحة كانوا من أصحاب أبي بكر، وتروي بعض الروايات أن أبا بكر هو الذي جاء بهم إلى الرسول ليسلموا. كما أن اختفاء أسماء بعض المسلمين الأول المهاجرين وعدم لعبهم دورا رئيسيا في السياسة فيما بعد، وخاصة في عهد أبي بكر، لا يمكن أن يعزى إلى خلافهم معه فقط بل قد يرجع إلى انشغالهم بأمور أخرى في الحياة.

والواقع أن أبا بكر استعان بكثير ممن أسلم عند فتح مكة أو بعدها وبأولاد كثير ممن قاوم الإسلام، فلو أهمل أبو بكر رجلا لماضيه لكان الأجدر به أن يهمل هؤلاء ولا يسلمهم قيادة الجيوش الإسلامية التي أحسنوا قيادتها. والواقع أن الآيات القرآنية (?) توحي بأن دافع الهجرة هو الاضطهاد الشديد الذي وقع على المسلمين والمحاولات التي بذلها المشركون لفتنتهم، وأنها هي التي دفعت الرسول إلى الإيعاز إليهم بالهجرة (?) ، الأمر الذي كاد أن يدفع أبا بكر نفسه إلى الهجرة لولا أن أجاره أحد الزعماء (?) .

كان المهاجرون ينتمون إلى مختلف القبائل: فمن بني هاشم واحد ومن بني عبد بن قصيّ واحد ومن نوفل واحد (حليف) ومن عبد شمس اثنان (واحد حليف) ومن تيم اثنان ومن أسد بن عبد العزى أربعة، ومن عدي خمسة (منهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015