[3]

لانتصرنا من هؤلاء الكلاب، فأنزل الله الآيات المذكورة (?) .

[3]

أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد سنتين من الجهر بالدعوة، ألا قدرة له على حماية أتباعه من البلاء الذي ينزل بهم ليل نهار، وأن الزعامة الوثنية ماضية في عنفها واضطهادها وتعذيبها لهم، مصممة على استخدام أي أسلوب لوقف الدعوة عند حدها وخنقها وهي بعد في المهد.. ورأى أن يمنح المعذبين المضطهدين فترة من الوقت يستردون فيها أنفاسهم ويستعيدون قواهم النفسية والجسدية، ويعودون ثانية إلى ساحة الصراع وهم أقدر وأصلب.. وعسى الله أن يحدث- خلال ذلك- أمرا كان مفعولا. فأشار عليهم بالهجرة إلى الحبشة «فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد» حتى يجعل الله لهم فرجا مما هم فيه. فاستجاب له المسلمون وتسلل عدد منهم من مكة صوب الساحل، كي تقلّهم سفينتان كانتا متجهتين صوب الجنوب.

وخرج نفر من قريش في آثارهم، وعندما بلغوا الساحل كانت السفن قد بعدت عنه (?) . وكان أول من هاجر منهم، عثمان بن عفان وامرأته رقية ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم، أبو حذيفة بن عتبة وامرأته سهلة بنت سهيل، الزبير بن العوام، مصعب بن عمير، عبد الرحمن بن عوف، أبو سلمة بن عبد الأسد وامرأته أم سلمة بنت أبي أمية، عثمان بن مظعون، عامر بن ربيعة وامرأته ليلى بنت أبي حيثمة، أبو سيرة بن أبي رهم وسهيل بن بيضاء. وقد أمّر عليهم جميعا عثمان بن مظعون. ثم خرج جعفر ابن أبي طالب، وتتابع المهاجرون منفردين أو مع أهليهم، حتى اجتمعوا بأرض الحبشة بضعة وثمانين مهاجرا عدا أبنائهم الصغار الذين خرجوا معهم أو ولدوا هناك (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015