بمنازلها وسكانها.. ويشتمل ثانيها على الآطام (أي الحصون) التي كانت ملكا خاصا بالأسر العريقة، وكان رئيس الأسرة صاحب السلطان في الأطم، كما كان يعتبر زعيما من زعماء البطون (?) .
ويلاحظ أن الصحيفة قد ذكرت اليهود الموالين للبطون العربية وأهملت ذكر القبائل الآخرى من اليهود وذلك يتفق تماما مع ما كانت عليه الحالة السياسية في يثرب، فإن البطون اليهودية الصغرى كانت قد دخلت في أحلاف مع الأوس أو مع الخزرج وذلك بعد سيادة هؤلاء في يثرب. أما قبائل اليهود الكبرى الثلاث (?) فقد اعتزت بقوتها وبقيت محتفظة بشخصيتها، ثم إنها ناوأت الإسلام وأظهرت عداءها. ومع ذلك فقد وضعت الصحيفة بندا هاما لدخول اليهود في الدولة احتمالا لما قد يحدث من دخول هذه القبائل في النظام الجديد. وفعلا ألحقت هذه القبائل بالدولة في محالفات ملحقة (?) .
وقد أشار المؤرخون إلى هذه المحالفات وإن لم يذكروا نصها، ويبدو أن نصوصها لم تكن تختلف عن الجوهر العام لنصّ الصحيفة، والأرجح أن هذه القبائل اليهودية لم تعاهد النبي في وقت واحد، فقد ذكرت المصادر أن بني قينقاع حين أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد بدر كانوا هم أول من نقض العهد. ولعل المعاهدات التي وقعها النبي صلى الله عليه وسلم مع هذه القبائل لم تكن تشترط عليها أن تشارك معه في القتال، وهذا أمر طبيعي بعد أن فسدت الأمور بين المسلمين واليهود، فلم يكن النبي يثق باليهود حتى يشترط عليهم أن يشاركوا معه في الحرب، والدليل على ذلك أن اليهود لم يشاركوا فعلا في حروب النبي، وأن النبي رفض الاستعانة بهم يوم أحد كما رأينا. ونحن لا نوافق على ما ذهب إليه ولفنسون (?) وغيره من أن النبي قد غضب على بني النضير لعدم اشتراكهم معه في موقعة أحد، لأن بني النضير كانت قد بدأت منهم الخيانة وممالأة العدو قبل أحد، كما حدث في غزوة السويق، فلم يكن النبي يقبل والحالة هذه أن يشاركوا في جيشه حتى لا يتعرض