قومه، أن هذه الرسالة الجديدة مرّت بأطوار شتى من المحن والفتن ثم كشفت عن صدقها وسلامة جوهرها فليس إيمانه وإيمان قومه وليد ساعة من كلام» (?) .

وبعد قليل استقبلت المدينة عددا آخر من الوفود انهالوا عليها من كل مكان: وفد محارب ووفد الرهاويين ووفد عبس (?) ، ووفد من طيىء برئاسة الشاعر زيد الخيل (?) ، ووفد بني عامر بن صعصعة (?) ... وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بعث بخالد بن الوليد إلى بني الحارث بن كعب في نجران ليدعوهم إلى الإسلام، فاستجابوا لدعوته وأرسلوا إلى المدينة وفدا أعلن إسلامه، فأمّر عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم قيس بن الحصين، وألحق بهم- بعد مغادرتهم المدينة- عمرا بن حزم ليفقههم في الدين ويعلمهم السنة ومبادىء الإسلام ويجبي صدقاتهم، وسلمه كتابا يبين فيه الكثير من تعاليم الإسلام التي كلف بإبلاغها للقاطنين هناك، وختم الكاب بقوله « ... وإنه من أسلم من يهودي أو نصراني إسلاما خالصا من نفسه ودان بدين الإسلام فإنه من المؤمنين، له مثل ما لهم وعليه مثل ما عليهم. ومن كان على نصرانيته أو يهوديته فإنه لا يردّ عنها ... » (?) .

وفي مقابل ذلك قام الرسول بإرسال أمرائه وعمّاله إلى المناطق التي انتشر فيها الإسلام والقبائل التي أعلنت انتماءها للدين الجديد لكي يجبوا الصدقات ويعلموا الناس أصول دينهم. فبعث المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة إلى صنعاء، وزياد بن لبيد الأنصاري إلى حضرموت وعدي بن حاتم إلى طيىء وبني أسد، ومالك بن نويرة إلى بني حنظلة، والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم إلى بني سعد، والعلاء بن الحضرمي إلى البحرين، وعلي بن أبي طالب إلى اليمن (?) .

وقد تمكن بعض أولئك الدعاة من نشر الإسلام بين عدد من القبائل اليمنية (?) . ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015