موسى الأشعري وقاتلهم حتى فتح عليه وتمكن من هزيمتهم (?) .

وبعد أن أمر الرسول بحبس سبايا معركة حنين وأموالها الكثيرة في مكان يدعى (الجعرانة) مجمّدا التصرف بها، انطلق صوب الطائف حيث اعتصم المنهزمون بحصونها المنيعة وأعدوا العدة للقتال، ونزل قريبا منها حيث عسكر هناك. وجرت مناوشات بين الطرفين ذهب ضحيتها نفر من المسلمين بنبال العدو، الأمر الذي دفع الرسول إلى إبعاد معسكره عن مدى النبال التي كانت تنطلق من حصون ثقيف. وظل يحاصرهم بضعا وعشرين ليلة، قدمت خلالها وفود المناطق المجاورة معلنة إسلامها. واستمر القتال، عنيفا حينا ومتقطعا أحيانا، استعمل فيه المسلمون آلات الحصار لأول مرة كالمنجنيق والدبابة وقد تمكنت قوة من المسلمين من الزحف بدبابتهم إلى جدار الطائف وبدأوا بخرقه لولا أن أرسلت عليهم ثقيف قطعا من حديد محمية بالنار اضطرتهم إلى الانسحاب بعد أن سقط عدد منهم. وردا على المقاومة العنيفة التي أبداها المشركون، أمر الرسول بتقطيع كروم ثقيف المنتشرة في البساتين المجاورة لإرغامهم على التسليم، وتسلل إلى معسكر المسلمين من الطائف، آنذاك، نفر من عبيدها أعلنوا إسلامهم، فأعتقهم الرسول صلى الله عليه وسلم (?) .

لم ير الرسول صلى الله عليه وسلم ضرورة للاستمرار في الحصار، وأدرك أن الطائف ستجد نفسها في يوم قريب أشبه بجزيرة منقطعة يحيط بها بحر طام من كل مكان، وستسعى إليه حينذاك طالبة الانتماء إلى الدين الجديد، رغبة وإيمانا لا حقدا وخوفا. وبدلا من أن تكون هذه المدينة ذات الطاقات البشرية المعروفة، على المسلمين في مستقبل الأيام، فإنها ستكون لهم. ولقد كانت رحلة تبوك الكبرى بعد ذلك بقليل مما يسوغ القول إن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير خطرا من ترك الطائف إلى فرصة أخرى ورأى العودة والتعجيل برحلة تبوك (?) . لذلك كله لم يشأ الرسول صلى الله عليه وسلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015