أعزى اغضبي بعض غضباتك، دونما جدوى (?) . وانطلق عمرو بن العاص لهدم سواع، وكان حجرا، وجرى بينه وبين السادن هذا الحوار:

السادن: ما تريد؟

عمرو: هدم سواع.

السادن: لا تطيق هدمه.

عمرو: أنت في الباطل بعد.

وهدم الوثن فلم يجد في خزانته شيئا. وفي الوقت نفسه كان سعد بن زيد الأنصاري يهدم مناة، الإله الذي كانت الأوس والخزرج تعبده وتطوف به أيام الجاهلية (?) . ومن مكة أيضا بث الرسول صلى الله عليه وسلم سراياه في الجهات المحيطة تدعو إلى الإسلام وهي تحمل أمرا بعدم القتال، مستهدفا بذلك تعزيز انتصاره على الزعامة الوثنية ومدّ الدعوة إلى مناطق كانت قريش قد جعلتها حكرا على آلهتها وأصنامها (?) .

وقف الرسول صلى الله عليه وسلم على باب الكعبة وقد تجمع الناس في المسجد فخاطبهم قائلا: (لا إله إلا الله وحده، ألا كل مأثرة أو دم أو مال فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج. يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء. الناس من آدم وآدم من تراب يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ (?) .

(يا معشر قريش ما ترون إني فاعل بكم؟ أجابوه بصوت واحد: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم! قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء) .

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستهدف من حرصه على السلم تأليف القلوب وتوحيد كلمتها لتقبل على الإسلام، فلم يكن من السهل على قريش أن تقبل بمصيرها الذي آلت إليه وهي سيدة العرب دون منازع لأنها أعظمهم حضارة وأشدهم بأسا وأكثرهم مالا وفي بلدها البيت الحرام، ليس من السهل أن تقبل قريش بمصيرها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015