وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم قواده ألّا يقاتلوا إلا اضطرارا، وسمى نفرا من مكة أمر بقتلهم حتى ولو تعلقوا بأستار الكعبة بسبب مواقف كانوا قد اتخذوها ارتدادا عن الإسلام، أو قتلا لمسلمين، أو إيذاء لدعاتهم في مكة أو هجاء قبيحا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بلغ عددهم ثمانية بين رجل وامرأة قتل بعضهم وفر البعض الآخر واستأمنت فئة ثالثة فأمنها الرسول صلى الله عليه وسلم وعفا عنها.

وقد دخلت قوات المسلمين مكة من جهاتها الأربع بسهولة بالغة، بعد أن هزم خالد القوات القرشية التي اعترضت مسيرته في الجنوب وقتل وجرح منهم ثلاثة عشر رجلا (?) ، ولم يفقد من رجاله سوى اثنين كانا قد شذا عن الطريق التي سلكها (?) .

وما أن تمت سيطرة المسلمين على مكة في العشر الأواخر من رمضان واستقر أمرهم فيها حتى خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من خيمته التي ضربت له بالحجون حيث رفض النزول في بيوت مكة طيلة مكوثه هناك (?) .

خرج على راحلته فطاف بالبيت سبعا وتكبيرات المسلمين من ورائه تشق عنان الفضاء، ثم دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتحت له فدخلها وكسر أوثانها بيده وطرحها أرضا ومحا صور الملائكة والأنبياء، وعندما رأى إبراهيم عليه السلام مصورا في يده الأزلام يستقسم بها قال: قاتلهم الله، جعلوا شيخنا يستقسم بالأزلام ما شأن إبراهيم والأزلام ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (?) .

ثم أمر بتلك الصور فطمست وخرج إلى الأصنام المصفوفة حول البيت والمشدودة بالرصاص فراح يعمل بها تحطيما ويقول وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (?) . وأرسل خالد بن الوليد إلى بطن نخلة ليهدم العزى كبير آلهة المنطقة، فانطلق خالد إلى هدفه فكسر الصنم وهدم بيته وسادنه يصرخ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015