على جناح السرعة لإتمام ما كلف به إيمانا واحتسابا، وفي هؤلاء العاملين نزلت كلمات الله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (?) (?) .

كان لتقسيم العمل وإسهام الرسول فيه إلى جانب أصحابه، والإيمان العميق الذي كان يدفع المسلمين إلى بذل كل طاقاتهم لإنجاز الخطة الدفاعية، وشعورهم بعظم الخطر المحدق بهم، إن هوجمت المدينة قبل أن ينجز حفر الخندق، فضلا عن تأميل الرسول صلى الله عليه وسلم جنده بالنصر القريب في الأرض وبالأجر العريض في السماء. كان لهذه الأمور جميعا الأثر الحاسم في تمكين المسلمين من حفر الخندق الذي يمتد اثني عشر ألف ذراع في ستة أيام قبل أن يدهمهم الأعداء..

ومن أجل استكمال الخطة الدفاعية عسكر الرسول صلى الله عليه وسلم بالمقاتلين الثلاثة آلاف (?) وراء الخندق جاعلا ظهورهم إلى جبل سلع، موزعا النساء والأطفال في القلاع الحصينة كي يتمكن المسلمون من التحرك بسهولة ويسر إذا حدث وتسرب المشركون إلى الداخل.. كما شكل كتائب من أصحابه أمرها بأن تعسكر في جهات المدينة الآخرى سيما وأن هنالك مناطق في الشرق والغرب والجنوب يمكن اجتيازها دون عناء كبير.. كما شكّل جماعات أخرى تتجول في المدينة لحراستها من غدرات اليهود.. وتظهر التكبير من أجل رفع معنويات أهليها (?) ، وأسهم بنفسه صلى الله عليه وسلم في حراسة الخندق إسوة بأصحابه فكان يبيت منفردا هنالك، كما يحدثنا الواقدي، في ثلمة كان يخاف أن يتسلل منها المشركون حتى يلفحه البرد (?) .

أقبلت قوات الأحزاب البالغة حوالي عشرة آلاف مقاتل وعسكرت قريبا من المدينة في الجهات الممتدة شمالا، وسرعان ما فوجئت بالخندق وقد سد عليها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015