عندما بدأت الهزائم تحدق باليهود، سيما بعد إجلاء بني النضير، رأى هؤلاء أن يتحركوا بوجه السرعة لتوجيه ضربة قاصمة للدولة الإسلامية قبل أن يشتد ساعدها ويحدق خطرها بالوجود اليهودي في جزيرة العرب ... وأدركوا أن استثارة قريش وحدها ضد المسلمين أمر غير مضمون العواقب، وأن انفراد كل قوة وثنية في مهاجمة مواقع الدين الجديد سوف يمكن الإسلام من تصفيتها واحدة بعد الآخرى، فلا بد إذا من أن تتجمع القوى الوثنية كلها بزعامة قريش وتتحرك لاستئصال شأفة الإسلام ومن ورائها مكر اليهود وأموالهم..
خرج خمسة من زعماء اليهود وهم سلام بن أبي الحقيق، كنانة بن أبي الحقيق، وحيي بن أخطب (من بني النضير) وأبو عمار وهوذا بن قيس (من بني وائل) وقدموا إلى مكة واتصلوا بقادة قريش ودعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: إنا سنكون معكم حتى نستأصله! وجاءت هذه الدعوة في فترة كانت قريش تعاني فيها من حصار المسلمين الاقتصادي، وتزداد يقينا بأن معركة أحد لم تفعل شيئا، فاستجابت للعرض اليهودي بينما انطلق النفر الخمسة إلى غطفان ودعوهم إلى حرب المسلمين لقاء إعطائهم تمر خيبر مدة سنة، وأخبروهم بأنهم سيكونون معهم وأن قريشا قد أعدت العدة لهذا الأمر، وكذلك فعل اليهود مع عدد من القبائل اليهودية الآخرى (?) .
انطلقت الأحزاب الوثنية البالغ عددها عشرة آلاف مقاتل (?) صوب