أن نصيب بكم مالا من أهل مكة، ولكم عهد الله وميثاقه ألانقتلكم. فأما خالد ومرثد وعاصم ومعتب فقالوا: والله لا نقبل من مشرك عهدا ولا عقدا أبدا، وانطلقوا يقاتلون وعاصم ينشد:

............... ... ... الموت حق والحياة باطل

وكل ما حمّ الإله نازل ... بالمرء والمرء إليه آثل

حتى قتلوا جميعا. وأما إخوانهم الثلاثة، فقد أسرتهم هذيل وحملتهم إلى مكة لتبيعهم بها، ومعنى هذا أنها تسلمهم لمصارعهم، حتى إذا بلغوا الظهران تمكن عبد الله بن طارق من انتزاع يده من الحبل الذي شدت به، وإشهار سيفه، فانهال عليه آسروه ضربا بالحجارة حتى قتل.

واقتيد خبيب وزيد إلى مكة حيث استبدلا هناك بأسيرين كانا في مكة. فأما زيد فقد ابتاعه صفوان بن أمية ليقتله ثأرا لأبيه، أمية بن خلف، وبعث به إلى مكان خارج مكة ليلاقي مصيره، واجتمع حوله رهط من قريش وسأله أبو سفيان حين قدم ليقتل: أنشدك الله يا زيد أتحب أن محمدا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وإني جالس في أهلي! فقال أبو سفيان للملأ من حوله: ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا! ثم قتل زيد رحمه الله (?) .

وخرجوا بخبيب إلى نفس المكان ليصلبوه فسألهم أن يمنحوه فرصة يركع فيها ركعتين، فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما، ثم أقبل على القوم فقال: أما والله لولا أن تظنوا أني إنما طولت جزعا من القتل لاستكثرت من الصلاة. فكان خبيب أول من سنّ ركعتي القتل عند المسلمين. وعندما رفعوه على الخشبة وأوثقوه، رفع وجهه إلى السماء فقال: اللهم إنّا قد بلّغنا رسالة رسولك فبلّغه الغداة ما يصنع بنا ... اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا! وصلبوه وهو ينشد:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015