معرفة المنافقين في صفوفهم قبل المعركة وبعدها، مما أتاح لهم القيام بالتطهير التام في صفوفهم بعد أحد على هدى وبصيرة، وبذلك تظهر الفائدة العظيمة لغزوة أحد للمسلمين. إن نتيجة أحد نصر تعبوي (?) للمشركين على المسلمين ولكنه فشل سوقي (?) للمشركين، ولا يعد النصر التعبوي شيئا يذكر إلى جانب الفشل السوقي (?) .
فزع الناس لقتلاهم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: من ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع أفي الأحياء أم في الأموات؟ فقال رجل من الأنصار: أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل سعد، فنظر فوجده جريحا في القتلى وبه رمض فقال له: إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر في الأموات أنت أم في الأحياء؟ قال: أنا في الأموات فأبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم عني السلام وقل له: إن سعد بن الربيع يقول لك جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته، وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم إن سعد بن الربيع يقول لكم لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف (?) .
وخرج صلى الله عليه وسلم يبحث عن جسد حمزة فوجده ببطن الوادي، قد بقرت بطنه فقال صلى الله عليه وسلم: لولا أن تحزن صفية، ويكون سنّة من بعدي، لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم!! فلما رأى المسلمون حزن الرسول صلى الله عليه وسلم وغيظه قالوا: والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب، إلا أن الآيات القرآنية نزلت بالقيم الثابتة التي تتجاوز مواقف الانفعال والآلام وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ. وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (?) فعفا الرسول صلى الله عليه وسلم ونهى عن المثلة، ثم أمر بحمزة فسجي ببردة ثم