بالمشركين ثم رجعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله القوم مذعورون فزعون، إن الفرس ليريد أن يصهل فيضرب وجهه مع أن السماء تسحّ عليهم.. وفي معسكر قريش حدث خلاف بين قادتها، وطرح بعضهم، وعلى رأسهم حكيم بن حزام وعتبة بن ربيعة، رأيا بالتخلي عن القتال والعودة إلى مكة بعد ما عرفوا من نزول المسلمين قريبا منهم، إلا أن أبا جهل أصرّ على الحرب واستثار عامر بن الحضرمي بتذكيره بمقتل أخيه عمرو في سرية عبد الله بن جحش فصرخ واعمراه واعمراه الأمر الذي استفز قريشا جميعا ودفعها إلى اتخاذ موقف القتال.

وفي صبيحة الجمعة السابع عشر من رمضان تقدم الأسود بن عبد الأسد المخزومي الذي عرف بشراسة الطبع وسوء الخلق وقال: أعاهد الله لأشربنّ من حوضهم أو لأهدمنه أو أموتنّ دونه! فتصدى له حمزة بن عبد المطلب وتمكن من قتله في الحوض نفسه. وبرز عتبة بن ربيعة يحف به أخوه شيبة وابنه الوليد ودعا إلى المبارزة فخرج إليه ثلاثة من فتيان الأنصار فسألهم القرشيون: من أنتم؟ قالوا:

رهط من الأنصار. قالوا: ما لنا بكم حاجة، ونادى مناديهم يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا. فاستجاب الرسول لهذا التحدي وأمر عبيدة بن الحارث وحمزة وعليا رضي الله عنهم أن يتصدوا لهم. وسرعان ما تمكن حمزة من قتل شيبة وفعل علي ذلك بغريمه الوليد، أما عبيدة فقد جرح غريمه وأصابه هو الآخر بجرح مميت فانقضّ علي وحمزة على الفتى القرشي وأجهزا عليه وحملا عبيدة إلى معسكر المسلمين حيث توفي هناك (?) .

استفزت هذه البداية كلا المعسكرين فزحفا نحو بعضهما، وأصدر الرسول أوامره إلى أصحابه ألا يهاجموا حتى يأذن لهم وأن يبعدوا مهاجميهم القرشيين بالنبال، وسوّى صفوفهم، ورجع إلى العريش يصحبه أبو بكر رضي الله عنه وراح يناشد ربه ما وعده من النصر ويقول: (اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد) فيرد عليه أبو بكر: يا نبي الله بعض مناشدتك ربك فإن الله منجز لك ما وعدك! وما لبث الرسول صلى الله عليه وسلم أن انتبه فجأة وقال والبشر يكسو وجهه: (أبشر يا أبا بكر، أتاك نصر الله!! هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثنايا النقع) (?) .. وانطلق الرسول صلى الله عليه وسلم يحضهم على القتال (والذي نفسي بيده لا يقاتلهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015