قد سبقت المسلمين- كما بين القرآن- إلى تجاوز الحرمات والاستهتار بالأعراف.
وهكذا يمكننا القول بأن معركة بدر الكبرى لو لم تحدث بسبب غياب شروطها الواقعية لحدثت معركة أخرى بديلة عنها بسبب توافر الشروط الموضوعية للقتال الحاسم بين المعسكرين.
حقق الرسول صلى الله عليه وسلم بسراياه الأولى عددا من المنجزات العامة يمكن حصرها بما يلي:
استطاع المسلمون التعرف على الطرق المحيطة بالمدينة والمؤدية إلى مكة، خاصة الطرق التجارية الحيوية لقريش بين مكة والشام، كما استطاعوا التعرف على قبائل المنطقة وموادعة بعضها.
أ- أثبت المسلمون أنهم أقوياء ويستطيعون الدفاع عن أنفسهم وعقيدتهم تجاه المشركين من قريش والقبائل المجاورة وأهل المدينة وتجاه اليهود، وقد أراد المسلمون من ذلك أن تترك لهم الحرية الكاملة لنشر دعوتهم دون تدخل من أعدائهم.
ب- تحالف المسلمين مع بعض القبائل المجاورة.
ابتكر الرسول أسلوب الرسائل المكتومة للمحافظة على الكتمان وحرمان العدو من الحصول على المعلومات التي تفيده عن حركات المسلمين. والكتمان أكبر عامل من عوامل مبدأ المباغتة التي هي إحداث موقف لا يكون العدو مستعدا له. والكتمان من جملة الوسائل المهمة التي تؤدي إلى المباغتة وهي أهم مبدأ من مبادىء الحرب. وقد سبق المسلمون غيرهم في ابتكار هذا الأسلوب الدقيق.
هدد المسلمون أهم طريق تجارية بين مكة والشام فأصبحت قوافل قريش