يحمل لواء حمزة في هذه المحاولة رجل يدعى أبا مرثد.
وفي شوال انطلق عبيدة بن الحارث على رأس ستين رجلا من المهاجرين يحمل أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسير إلى بطن «رابغ» ، فالتقوا بمائتين من المشركين يقودهم أبو سفيان على ماء يدعى «أحياء» ، فوقعت بين الطرفين مناوشات بالسهام دون أن يدخلا في اشتباك مباشر. وفي ذي القعدة خرج سعد بن أبي وقاص في عشرين رجلا مشيا على الأقدام فكانوا يكمنون نهارا ويسيرون ليلا، وفي اليوم الخامس بلغوا الخرّار حيث أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يجاوزوها، وكانت القافلة القرشية قد سبقت سرية المسلمين بيوم كامل فلم يدركوها.
وفي صفر من السنة الثانية خرج الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه على رأس عدد من أصحابه مستهدفا قريشا وبني ضمرة حتى بلغ «ودّان» فوادعه بنو ضمرة ثم قفل عائدا إلى المدينة ولم يلق كيدا، ثم ما لبث صلى الله عليه وسلم أن استخلف على المدينة أبا سلمة ابن عبد الأسد وانطلق لغزو قريش حتى انتهى به المطاف إلى العشيرة قريبا من ينبع، فأقام بها أياما ووادع بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة ثم قفل عائدا إلى المدينة. وبعد أيام معدودات من عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة العشيرة قام كرز بن جابر الفهري بغارة على مواشي المدينة وإبلها التي تسرح في أطرافها، فلاحقه الرسول بنفسه حتى بلغ وادي (سفوان) قريبا من بدر، وفاته كرز ولم يدركه فرجع إلى المدينة وسميت هذه المطاردة باسم بدر الأولى (?) .
وما أن قفل عائدا إلى المدينة حتى جرد ثمانية مقاتلين (وقيل اثني عشر) من المهاجرين بقيادة عبد الله بن جحش وكتب كتابا وأمره ألا ينظر فيه قبل مسيرة يومين فيمضي لما أمره الرسول به ولا يستكره من أصحابه أحدا. وبعد يومين فتح عبد الله الكتاب السري وقرأ ما فيه:
«إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل بوادي نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارها» . وما أن أتم عبد الله قراءة الكتاب حتى قال: سمعا وطاعة. ثم التفت إلى أصحابه وقال: قد أمرني الرسول صلى الله عليه وسلم أن أمضي