من بلوغ مستوى الكفاية الاجتماعية، فاعتمد أسلوب المؤاخاة والمشاركة بين الطرفين وقال (تاخوا في الله أخوين أخوين) فكان ممن تاخوا- على سبيل المثال- وثبتت لنا المصادر أسماءهم: أبو بكر الصديق مع خارجة بن زهير، عمر بن الخطاب مع عتبة بن مالك، أبو عبيدة بن الجراح مع سعد بن معاذ، عبد الرحمن ابن عوف مع سعد بن الربيع، الزبير بن العوام مع مسلمة بن سلامة، عثمان بن عفان مع أوس بن ثابت، طلحة بن عبيد الله مع كعب ن مالك، سعيد بن زيد مع أبي بن كعب، مصعب بن عمير مع أبي أيوب خالد بن زيد، أبو حذيفة بن عتبة مع عباد بن بشر، عمار بن ياسر مع حذيفة بن اليمان، أبو ذر الغفاري مع المنذر ابن عمرو، حاطب بن أبي بلتعة مع عويم بن ساعدة، سلمان الفارسي مع أبي الدرداء، بلال مع أبي رويحة (?) .
بلغ من تأكيد الرسول صلى الله عليه وسلم على المؤاخاة أن ميراث الأنصاري كان يؤول بعد وفاته إلى أخيه المهاجر بدلا من ذوي رحمه من الأخوة أو الأبناء أو النساء..
واستمر ذلك حتى موقعة بدر التي حظي فيها المسلمون بمقادير لا بأس بها من الغنائم والأموال فأنزل الله تعالى: وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ، فعاد التوارث سيرته الأولى (?) .
وقد تلقى الأنصار أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم بفرح عميق وفتحوا قلوبهم ودورهم لرفاقهم في العقيدة حتى أن الواقدي يذكر بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما تحول من بني عمرو بن عوف في قباء إلى المدينة تحول أصحابه من المهاجرين فتنافست فيهم الأنصار أن ينزلوا عليهم حتى اقترعوا فيهم بالسهمان فما نزل أحد منهم على أحد إلا بقرعة سهم (?) كما أعلن الأنصار أنهم يهبون الرسول صلى الله عليه وسلم كل فضل في خطط بلدهم وقالوا له: إن شئت فخذ منا منازلنا فقال لهم خيرا وخط لأصحابه في كل أرض ليست لأحد أو موهوبة من الأنصار (?) .
ولما غنم المسلمون أموال بني النضير دعا الرسول الأنصار وذكرهم بما