الإهداء

من الإنصاف أن أسجل أن صاحب الفضل في كتابة هذه الفصول هو أستاذنا الإمام (محمد البشير الإبراهمي) فهو الذي عهد إلي بأن أضطلع بمهمه تحرير القسم الديني من (البصائر) ونفخ في روح الثقة بالنفس حين أسند الي هذه الأمانة العظمى ورآني أهلا لهذه اللهمة الشاقة التي تهيبها كثير ممن سبقني إلى هذا الميدان، وشجعني برسائله القيمة التي كان يكتبها إلي من مصر معجبا بهذه الفصول مثنيا عليها.

أذكر من هذه العبارة وأنا خجل:- إن ما تكتبه في (البصائر) هو حلية (البصائر) - كما لا أنسى كلمة قالها لي عندما رآى (البصائر) يسمو نجمها ويتضاعف رواجها والإقبال عليها حتى يطبع منها 8000 نسخة فتنفد كلها، وعندما رآى كتابها تعظم شهرتهم وتلتمع في سماء المجد الأدبي أسماؤهم، وتصبح لأسرتها ثروة أدبية كبيرة، قال لي عند ذلك: (أرأيت كيف أننا أردنا أن نخدم البصائر فخدمتنا).

ولا عجب! ففد كان الإمام الإبراهبمى من بناة النهضة الكبار الذين عاشوا كل حياتهم، وأعظم همهم تكوين عدد ضخم من حملة الأقلام، وإنشاء جيل قوي يحسن التعبير باللسان والقلم يكون الغرة الوضاءة في جبين (الجزائر)، والكتيبة الأولى في معركة تحريرها.

وهكذا، فالمقياس الصحيح عندي لعظمة الرجال هو قدرتهم على تكوين عظماء الرجال. وإذن -فأقل مكافأة لهذا الرجل العظيم- أن أهدي إلى روحه هذا الأثر الضئيل فما هو إلا نفحة من توجيهه، ونفخة من روحه.

أحمد سحنون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015