هذا الكتاب

هذه فصول دينية واجتماعية كانت قد نشرت في جريدة (البصائر) لسان حال (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين).

أي إن هذا الجهد المتواضع هو من أعمال جمعية العلماء ومن كفاحها ومن خطواتها المباركة التي مهدت لانفجار البركان، واشتعال الثورة.

إن كل شيء كنا نعمله لهذا الشعب، وكل ما نبذله لهذا الوطن، إنما كان بوحي من روح هذه الجمعية، ووفق الخطة التي رسمتها لتطهير هذه الأرض العربية المسلمة من وجواد الاستعمار ومن سيطرة الأجنبي، ومن عار الحكم بغير ما أنزل الله.

لقد كانت معركة، وكانت جنود، وكانت أسلحة، كان جنود هذه المعركة العلماء والمعلمين والطلاب، وكانت الأسلحة هي المقالة والقصيدة والنشيد والخطبة والدرس، كما كان من الأسلحة: الإيمان بالله وبحق الشعب والحماس لهذا الحق والغيرة عليه، والحقد المتأجج في صدر كل مسلم على كل ما هو أجنبي ودخيل من الأشخاص والمبادئ والعادات والمذاهب.

وكانت كل مناسبة كببرة أو صغيرة تستغل لتعبئة الأفكار والعواطف بهذه الأفكار والعواطف وشحنها بكل متفجرات الحقد والكراهية لهذا المتطفل البغيض والضيف الثقيل الذي فرض نفسه وحكمه ولغته وعاداته على هذا البلد المسلم المتحمس لإسلامه، ليقضي على شخصيته، وينسيه لغته ودينه وكل مقوماته، ويخمد غيرته على تاريخه وما يحفل به من مفاخر، وأمجاد، تبعث الروح في الجماد.

كانت مناسبات الزواج والختان والاحتفالات بالمولد النبوي ورأس السنة الهجرية وليلة السابع والعشرين من رمضان وما إليها، هي المجالات التي تلقن فيها الأمة ما يجب أن تعرفه من مبادئ وتقوم به من أعمال وتتخذه من وسائل للتخلص من هذا الكابوس الخانق الجاثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015