من هنا يبدأ البناء! فمن البيت ينشأ المجتمع، فالبيت هو المجتمع الصغير ولكنه نواة المجتمع الكبير، وما نشكوه من المجتمع الكبير إنما هو ناتج عن فساد المجتمع الصغير الذي هو البيت، وليس إصلاح البيت هو تأثيثه وتفريشه وترتيب أدواته كما هو معتبر اليوم في بيوتنا وإلا كان أحط بيت في ذلك يفضل بيت محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وإنما إصلاح البيت بإصلاح أهله، وهنا تأتي مسألة الدور، فأهل البيت إنما هم أفراد من المجتمع، فكيف يصبح البيت قبل إصلاح المجتمع؟ وبناء البيت يقوم على أحجار من المجتمع أي على افراد منه كما أن المجتمع الذي يتكون من مجموع بيوت لا يمكن إصلاحه إذا كانت هذه البيوت فاسدة فمثلا إن أول حجر في بناء البيت هو الزوجة الصالحة، وهذه الزوجة من أين نأتي بها إذا فسد المجتمع؟ ولكننا قد عثرنا- خلال هذا البحث- على المفتاح، فصلاح البيت أو فساده من صلاح المرأة أو فسادها، وإذا أردنا أن نعرف: هل بيوتنا صالحة أو فاسده فلننظر إليها من هذه النافذة، لننظر إلى المرأة هل هي صالحة للإدارة الصالحة؟ إدارة هذه المدرسة التي هي البيت، فالبيت هو المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الطفل دروسه الأولى، والأم هي التي يشرفها الله بإدارة هذه المدرسة التي لا تؤتي أية مدرسة ثمرتها إذا لم تؤت هي ثمرتها ولكن بنظرة عابرة تصد منا الحقيقة الجارحة وهي أن هذه المدرسة التي اسمها البيت ليس فيها مديرة صالحة بل فيها امرأة جاهلة هي منشأ كل فساد وكل فوضى في البيت، وإذا فسدت الأم فكيف يصلح الأولاد؟ ونوع الثمرة من نوع الشجرة ولا يجنى من الشوك العنب.