أما الغني لحب التفوق والاستعلاء، والعلم لحب الظهور، وللجبروت والطغيان (وللعلم طغيان كطغيان المال) فلا يجلبان إلا الحقد والبغضاء من الناس، والسخط والمقت من الله، وتلك هي التبعة بلا ثمرة، والتجارة بلا ربح، وهو ما وقع فيه أكثر أغنيائنا، ومعظم علمائنا: (وما تصنع بالسيف إذا لم تك قتالا؟) وبعد، فإن الحسد آفة من آفات المجتمع التي تفتك بوحدته وتنخر في هيكل تضامنه، ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى الوحدة والتضامن ومن ثم فنحن أحوج ما نكون إلى مقاومة هذه الآفة والتطهر منها، وقانا الله شر الحسده.