صالحا لغيرهم فانفعوا بأخلاقهم الطيبة وسيرتهم العطرة ونفعوا غيرهم بالقدوة الصالحه والأسوة الحسنة والمثال المحتذى، وهذا ما كان عليه سلف هذه الأمة الصالح، ففتحوا القلوب بأخلاقهم قبل أن يفتحوا البلاد بسيوفهم، وكانوا قدوة للناس بأعمالهم قبل أن يطلبوا إليهم أن يعملوا بأقوالهم، ولنا في رسول الله أسوة حسنة فهو -مثلا- ما دعا إلى الصدق وإلى الأمانة حتى لقب لصدقه ولأمانته بالصادق وبالأمين، وهو لم يقل، "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" حتى أيدته السماء بشهادة الوحي: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
فكيف نعرض عن هذا التراث العظيم من الأخلاق العظيمة. ونهجر هذا المعين الصافي من الشيم الكريمة ولا نجد في تعاليم ديننا ولا في أخلاق نبينا ما نتخذه منهاجا أخلاقيا في حياتنا، ثم نجد في أخلاق أوربا الكافرة وعاداتها الفاسدة الداعرة ما نجعله أساسا لتربيتنا ومنهاجا لأخلاقنا؟ إن هذا لهو الضلال البعيد والخسران المبين.