وبعد: فالولد لا تنفعه الثروة المادية، إذا لم تحصن بثروة روحية تثقيفية تكون شبه ضمان مما يحدث لهذه الثروة المادية من الحوادث فيعصف بها، والوالد لا ينفعه- يوم يلقى ربه- لا ماله الذي جمعه، ولا ولده الذي جمع له، وإنما ينفعه أن يصلح قلبه ويحسن عمله، كما قال تعالى: - حكاية لقول إبراهيم-: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.
وروى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتبع الميت ثلاثة: أهله، وماله، وعمله، فيرجع أثنان، ويبقى واحد، يرجع أهله وماله، ويبقى عمله".
والرجل الصالح يستطيع أن يجعل من حسن عمله، حسن تربيته لولده، وحسن تصرفه في ماله، أما الغبي الجاهل فلا يزيده المال والولد، إلا شقاء على شقاء، وصدق الله العظيم:
{أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}.