كَثِيرًا}، وليتأمل القاريء جيدا قوله: {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ} الآية، فإن فيه قطع الطريق عن أعذار المعتذرين لهضم حقوق المرأة وإساءة عشرتها، بدافع نفور الطبع، فربما جعل الله فيما نكره ما نحب ونحن لا نعلم، فلا نغتر بتمويه الطبع.
بل الأعجب من ذلك أن يجعل النبي صلى الله عليه يصلم: مقياس خير الرجل أن يكون برا بهذه القديسة المجاهدة، مديرة البيت، ومنجبة الأولاد، ومنشئة الأجيال، إذ يقول: "خيركم خيركم لأهله" وأن يجعل الجنة تحت أقدامها إذ قول: "الجنة تحت أقدام الأمهات"، وخير من ذلك كله أن يطبق المسلمون هذه التعاليم وأن يبلغوا من حرصهم على برهم بأمهاتهم أن يقول أحدهم:- وهو الإمام الشعبي-: ما أدركت أمي فأبرها، ولكنني لا أسب أحدا فيسبها!. وذلك ما كانت به الأسر الإسلامية وثيقة البناء، متلاحمة الأجزاء.
أما اليوم فالأسر الإسلامية- مع الأسف- في تفكك وأنحلال، مما يشهد لتعاليم الإسلام التي نبذها المسلمون بأنها الدواء الناجع والوسيلة الفعالة لإنقاذ البشرية من شقوتها، ورفعها من كبوتها.