وما أستطاع من النافلة، ثم يصعد إلى المئذنة ويشرف بجسمه وروحه على الكون الفسيح من أعلى، ثم يسرح بصره في أرجائه برهة ثم يمد صوته بالأذان، فيشق به أحشاء السكون المخيم، ورواق الظلام الممتد، ويهز به أرجاء الكون الهامد، وأركان الوجود الحالم، ويرسله نشيدا علويا يدوي في الآفاق، وتستيقظ على تراتيله نفوس المؤمنين، لو قام كل مسلم بهذه التجربة السهلة البسيطة، لحدث في نفسه من التغير، وفي شعوره من التطور، وفي سلوكه من التحول، ما يحمد أثره، ويعلن خبره، وينشئه خلقا آخر.

ولكن يؤلمني أن المسلمين اليوم من أزهد الناس في التجربة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015