الطاعة

كان فيما كتبت في الفصل السابق إيجاز، فيما عرضت فيه لموضوع الطاعة، مع أن الطاعة موضوع خصب وأساسي، يحتاج إلى فصل خاص يتناوله ببعض التفصيل والإيضاح، وهذا ما دعا إلى كتابة هذا المقال:

إن الطاعة هي نظام هذا الوجود، وعليها تتوقف سعادة المجتمعات ونجاح الدعوات: فرضى الله الذي به سعادة الكائن الإنساني في دنياه وأخراه، إنما هو في طاعة الله.

وكتاب الله- الذي {يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}، و {شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} لا نجني ثمرة منه، إذا لم نطعه فيما يأمر به، وينهي عنه.

ورسول الله الذي جاءنا بكل خير من الله، إن لم نطعه لم نطع الله.

والإمام العادل الذي هو ظل الله في الأرض لا ينتفع بعد له، إذا لم يطع في أمره ونهبه. وقائد الجند الذي ينشر دين الله في كل مكان، ويحمل رسالة الحق إلى أقاصي المعمور، يتوقف نجاحه على طاعة جنده.

والمعلم الناصح الذي ينشيء الجيل الصالح، والوعظ المرشد، الذي ينير ظلمة القلب ويصله بالله، كلاهما لا ثمرة لتعاليمه، إلا بطاعة تلاميذه.

والوالد البر الذي ينشىء أبناءه على طاعة الله، ويربيهم على الخير والفضيلة، لا يتم بناؤه إذا لم يطعه أبناؤه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015