المدارس الفرنسية بينما شاهدتهم عند ذهابهم إلى المدارس التي تهوى إليها أفئدتهم على أتم استعداد وأجمل هندام، وأثمن لباس.

وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على موت الشعور القومي، وانعدام الروح المعنوية للأمة، واندغام الشخصية الإسلامية، في شخصية غيرها، جد غريبة عنها، وهذا أخطر ما يصيب أمة تسعى للتخلص من عبوديتها والتحرر من قيودها.

فيا أيتها الأمة: حسبك هذا الهوان بعد العزة، وهذا الإنحطاط بعد الرفعة، وهذا الصغار بعد العظمة، وهذا الموت المعنوي بعد الحياة التي لم يستمد العالم الأرضي حياته الكاملة إلا منها. أيتها الأمة: إن الذي لا يحترم لغته لا يحترم نفسه وإن الذي لا يتعلم لغته لا يشرفه أن يتعلم لغة غيره، وإن الذي يكرم ضيفه بما يهدر كرامته ويرغم أنفه ليهين نفسه بمقدار ما يكرم ضيفه، وإن أرخص حياة لهي حياة المستعبدين العناة تحت وطأة المستبدين العتاة، وإن أول استقلال يجب أن تهدف إليه أمة مثلك هو استقلال الشخصية، فإذا أضاعت هذا الإستقلال، فلن يفيدها بعد أي استقلال، وإذا حصلت هذا الاستقلال فقد أصبح في متناولها كل استقلال.

فلا تأت البيت من غير بابه!. وفقك الله وجعلنا فداك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015