الناس، وسيطرت النزعات المادية، والمصالح الشخصية على النفوس، فاتهم الناصح وساء الظن بكل داع إلى الله لأنه:
(إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه)
وبذلك أصبحت مهمة المصلحين شاقة عسيرة، وأصبح شبح اليأس يتمثل لهم في كل متجه، وينتصب لهم في كل مكان، ولكن البذور الطيبة للإنسانية لا تموت، فانتدب لمواجهة هذه التيارات المدمرة للأمم، طوائف من أولى العزم والإخلاص والشمم، وهبوا أنفسهم لله وجندوا مواهبهم لخدمة أمتهم ورفعوا أصواتهم بالدعوة إلى ما يجدد للأمة الإسلامية شبابها ويعيد لها بين الأمم مكانتها، وقد ظهر أثر ذلك جليا واضحا للعيان في كل مكان، وأكبر من يمثل ذلك اليوم رجال جمعية الإخوان المسلمين ورجال جمعية العلماء الجزائريين، فحيا الله العاملين لخير الإنسانية وسدد خطاهم وأخذ بأيديهم ونصرهم على كل معتد أثيم من أعداء النور وأنصار الظلام {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.