من دعائم النجاح

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} الآية هكذا لا يكمل الشخص إلا بشيئين: إيمان، واستقامة، وليس الأمر كما يدلس الأنانيون من أن الإيمان وحده بغني عن كل اعتبار، ونسوا أن الإيمان شيء معنوي لا يستدل عليه إلا بشيء حسي من عمل الجوارح، لأن محله القلب، وعمل الجوارح هو التعبير الصحيح عما في القلب فلا يقل قائل من هؤلاء المغلوبين على أمرهم العاكفين في محاريب شهواتهم: حسبي الإيمان، وهو يعلم أن الإيمان ليس له شاهد إلا العمل بمقتضاه، نعم إن الإيمان هو الأساس، ولكن متى كان الأساس مرادا لذاته؟ إنما الأساس خادم ليس غير، والعبرة إنما هي بالبناء الذي يقوم على الأساس، والعبرة ها هنا بالاستقامة، الاستقامة في القول والعمل، والحكم والتصرف والتعامل مع الله ومع الناس، هذه الإستقامة هي السبب المباشر في النجاح:

حيثما تستقم يقدر لك الله … نجاحا في غابر الأزمان

هذه الإستقامة هي السحابة الممطرة، قال تعالى: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} فهي شجرة طيبة تؤتي أكلها في الدنيا قبل الآخرة.

والإستقامة هي اتباع صراط الله المستقيم وعدم الإلتفات إلى غيره من بنيات الطريق، كما قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015