لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا.} فالواجب على المسلم أن يهتم بإصلاح مجتمعه كما يهتم بإصلاح نفسه أو أكثر ليضمن لنفسه الحصانة من عدوى المجتمع الموبوء وليتقي سخط الله الذي يعاقب على الشر من فعله ومن سكت عن إنكاره ولم يغيره، {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} لأن الشر يبدأ صغيرا ثم يكبر وقليلا ثم يكثر فيعم ضرره المجتمع كله، وهو معنى المثل: اطفئى النار في دار جارك، قبل أن تصل إلى دارك، ومن خصائص هذه الأمة أن الله جعل كل فرد فيها مصلحا وداعيا إلى الله إذ يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}.
وهذا موضوع آخر ربما عرضنا له في فصل آخر إن شاء الله، {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ}